الاضطرابات النفسية

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند الأطفال والبالغين (ADHD)

نقص التركيز والنشاط والحركة الزائدة

تركز هذه المقالة بشكل رئيس على الإضطراب لدى الأطفال كونه يبدأ عادة من الطفولة ويستمر في بعض الحالات إلى سن متقدم، حيث أن المريض في أكثر هذه الحالات لا يعلم أنه كان يعاني منه منذ طفولته.

جدول محتويات

قائمة المحتويات

ما هو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (بالانجليزية: Attention deficit hyperactivity disorder) (ADHD) أحد أكثر اضطرابات الطفولة شيوعًا ويمكن أن يستمر خلال فترة المراهقة والبلوغ.

تشمل الأعراض العامة صعوبة الحفاظ على التركيز والانتباه، وصعوبة التحكم في السلوك، وفرط النشاط.

انواع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD):

يكون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على ثلاثة أنواع رئيسة:

  1. نوع يغلب فيه فرط النشاط على قلة الانتباه – الاندفاعي – معظم الأعراض (ستة أو أكثر من الأعراض) تقع في فئات فرط النشاط والاندفاع. – يوجد أقل من ستة أعراض لعدم الانتباه، على الرغم من أن عدم الانتباه قد يظل موجودًا إلى حد ما.
  2. نوع يغلب فيه عدم الانتباه – غالبية الأعراض (ستة أو أكثر) تقع في فئة عدم الانتباه ويوجد أقل من ستة أعراض لفرط النشاط والاندفاع، على الرغم من أن فرط النشاط والاندفاع قد يظل موجودًا إلى حد ما في هذا النوع. – الأطفال الذين يعانون من هذا النوع هم أقل عرضة في أن يواجهوا صعوبات في الانسجام مع الأطفال الآخرين. قد يجلسون بهدوء، لكنهم لا ينتبهون لما يحدث أو يفقدون التركيز بسهولة عن النشاط الذي يقومون به. لذلك قد يتم التغاضي عن الطفل وقد لا يلاحظ الآباء والمعلمون أنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  3. نوع ثالث يجمع بين فرط النشاط والاندفاع وعدم الانتباه – توجد ستة أو أكثر من أعراض عدم الانتباه وستة أو أكثر من أعراض فرط الحركة والاندفاع. – يعاني معظم الأطفال من النوع المركب من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمكن أن تخفف طرق العلاج والأدوية العديد من أعراض الاضطراب، ولكن لا يوجد علاج نهائي. مع العلاج يمكن أن ينجح معظم المصابون بإضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في المدرسة ويعيشوا حياة منتجة إلى حد كبير.

أعراض وتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال

تعد عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع من السلوكيات الرئيسية لإضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. من الطبيعي أن يكون جميع الأطفال غير منتبهين أو مفرطي النشاط أو مندفعين في بعض الأحيان، ولكن بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تكون هذه السلوكيات أكثر شدة وتحدث كثيراً بشكل متكرر ولمدة طويلة نسبياً.

ليتم تشخيص الطفل بالمرض، يجب أن تظهر الأعراض على الطفل لمدة 6 أشهر أو أكثر وبدرجة أكبر من الأطفال الآخرين في نفس العمر.

الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض النوع الأول من فرط النشاط قد يكون لديهم:

  • تململ اثناء الجلوس في مقاعدهم
  • تحدث بدون توقف
  • يحوم في الأنحاء ويلمس أو يلعب بأي شيء وكل شيء في متناوله
  • لديه صعوبة في الجلوس أثناء الوجبات وفي المدرسة وعند الحديث معه
  • يكون دائم الحركة
  • يجد صعوبة في أداء المهام أو الأنشطة الهادئة.

الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض النوع الثاني لعدم الانتباه قد يكون لديهم:

  • سهولة في تشتت الانتباه، كثرة تفويت التفاصيل ونسيان الأشياء وكثرة التنقل من نشاط إلى آخر
  • يجدون صعوبة في التركيز على شيء واحد
  • الشعور بالملل من مهمة ما بعد بضع دقائق فقط من البدء بها، إلّا إذا كان شيئًا ممتعًا
  • يجدون صعوبة في تركيز الانتباه على تنظيم وإتمام مهمة أو تعلم شيء جديد
  • لديهم مشكلة في إكمال أو تسليم الواجبات المنزلية، وغالبًا ما يفقدون أشيائهم الخاصة (على سبيل المثال أقلام الرصاص، الألعاب والممتلكات الشخصية)
  • لا يبدو أنه يستمع عند التحدث إليه
  • يعيش في أحلام اليقظة (Daydreaming) (إلّا أن هذا قد يكون شيئاً جيداً في كثير من الأحيان ويدل على الإبداع والقدرة على توليد الأفكار بسرعة)
  • يجدون صعوبة في معالجة المعلومات بسرعة ودقة مثل الآخرين
  • يحتاج إلى بذل جهد كبير لإتباع التعليمات.

الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض الاندفاع وقلة الانتباه في النوع الثالث يكونون:

  • غير صبورين
  • يميلون أحيانا لإفشاء التعليقات غير اللائقة وإظهار مشاعرهم دون قيود، والتصرف دون مراعاة للعواقب
  • يجدون صعوبة في انتظار الأشياء التي يريدونها أو انتظار دورهم في الألعاب
  • غالبًا ما يقاطعون محادثات أو أنشطة الآخرين.

هذا وبالإضافة إلى كثير من علامات فرط الحركة ونقص الإنتباه في النوعين الأول والثاني..

ما هو سبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

علماء النفس والأعصاب ليسوا متأكدين من أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على الرغم من أن العديد من الدراسات تشير إلى أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا. مثل العديد من الأمراض الأخرى، من المحتمل أن ينتج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن مجموعة من العوامل. بالإضافة إلى علم الوراثة، يبحث الباحثون في العوامل البيئية المحتملة، ويدرسون كيف يمكن لإصابات الدماغ والتغذية والبيئة الاجتماعية أن تساهم في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

أولاً: الجينات

 الجينات الموروثة من والدينا هي “المخططات” التني نتركب منها نحن. تظهر نتائج العديد من الدراسات الأولية عن التوائم أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا ما يكون وراثيًا.

ثانياً: العوامل البيئية

تشير الدراسات إلى وجود صلة محتملة بين تدخين السجائر وتعاطي الكحول أثناء الحمل و ADHD عند الأطفال.

ثالثاً: إصابات الدماغ

قد يظهر الأطفال الذين تعرضوا لإصابة في الدماغ بعض السلوكيات المشابهة لتلك الخاصة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن هذا العامل يحدث في نسبة صغيرة فقط.

رابعاً: السّكر

أن السّكر المكرر يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو يجعل الأعراض أسوء تعد فكرة شائعة خصوصاً في نتائج بحوث السنوات الأخيرة، لكن المزيد من الأبحاث الأحدث تنفي هذه النظرية أكثر مما تدعمها.

خامساً: الإضافات الغذائية.

تشير الأبحاث البريطانية الحديثة إلى وجود صلة محتملة بين استهلاك بعض الإضافات الغذائية مثل الألوان الاصطناعية أو المواد الحافظة واضطرابات فرط النشاط. تجري الأبحاث لتأكيد النتائج ولمعرفة المزيد عن كيفية تأثير المضافات الغذائية على فرط النشاط.

كيف يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

ينضج الأطفال بمعدلات مختلفة ولديهم شخصيات ومزاجات ومستويات طاقة مختلفة. يشتت انتباه معظم الأطفال ويتصرفون باندفاع، ويكافحون من أجل التركيز في وقت أو آخر. في بعض الأحيان قد يتم الخلط بين هذه العوامل الطبيعية وإضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

تظهر أعراض إضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عادةً في وقت مبكر من الحياة (غالبًا ما بين سن 3 و 6 سنوات) ولأن الأعراض تختلف من شخص لآخر، فقد يكون من الصعب تشخيص الإضطراب. قد يلاحظ الأهل أولاً أن طفلهم يفقد الإهتمام بالأشياء بشكل أسرع من الأطفال الآخرين أو يبدون دائمًا كأنهم “خارجون عن السيطرة”. في كثير من الأحيان  يلاحظ المعلمون الأعراض أولاً، وذلك عندما يواجه الطفل مشكلة في اتباع القواعد، أو في كثير من الأحيان “يسرح بخياله” في الفصل الدراسي أو في الملعب.

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. عوضا من ذلك  يحتاج المهني الصحي المرخص (عادة طبيب نفس) إلى جمع معلومات عن الطفل وسلوكه وبيئته. قد ترغب الأسرة في التحدث أولاً مع طبيب الأطفال الخاص بالطفل. يمكن لبعض أطباء الأطفال تقييم حالة الطفل بأنفسهم، لكن العديد منهم سيحيلون الأسرة إلى أخصائي الصحة العقلية من ذوي الخبرة في الإضطرابات النفسية في مرحلة الطفولة مثل إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه.

سيحاول طبيب الأطفال أو أخصائي الصحة العقلية أولاً استبعاد الاحتمالات الأخرى للأعراض. فعلى سبيل المثال قد تتسبب مواقف أو أحداث أو ظروف صحية معينة في سلوكيات مؤقتة لدى الطفل تبدو مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بينهما سيحدد طبيب الأطفال والمتخصص المحال له ما إذا كان الطفل:

  • يعاني من نوبات غير مكتشفة يمكن أن تكون مرتبطة بحالات طبية أخرى
  • لديه التهاب في الأذن الوسطى يسبب مشاكل في السمع
  • لديه أي مشاكل سمعية أو بصرية غير مكتشفة
  • لديه أي مشاكل طبية تؤثر على التفكير والسلوك
  • لديه أي صعوبات في التعلم
  • يعاني من القلق أو الاكتئاب أو مشاكل نفسية أخرى قد تسبب أعراضًا تشبه أعراض اضطراب نقص الإنتباه مع فرط النشاط
  • متأثر بتغيير كبير ومفاجئ مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو الطلاق أو فقدان أحد الوالدين لوظيفته.

سيتحقق أحد المتخصصين أيضًا من السجلات المدرسية والطبية بحثًا عن أدلة لمعرفة ما إذا كانت بيئة منزل الطفل أو المدرسة تبدو مرهقة بشكل غير عادي، وكذلك جمع المعلومات من والدي الطفل والمعلمين. يمكن أيضًا إستشارة المدربين والمربيات وغيرهم من البالغين الذين يعرفون الطفل جيدًا.

سيسأل الأخصائي أيضًا:  هل تحدث السلوكيات في عدة أماكن أم في مكان واحد فقط، مثل ساحة اللعب أو الفصل الدراسي أو المنزل؟

يهتم الأخصائي عن كثب بسلوك الطفل خلال المواقف المختلفة.

يكون معظم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر قدرة على التحكم في سلوكياتهم في المواقف التي يحظون فيها بالاهتمام الفردي وعندما يكون التركيز على الأنشطة الممتعة بالنسبة لهم. هذه الأنواع من المواقف تكون أقل أهمية في التقييم الطبي. يمكن أيضًا تقييم الطفل لمعرفة كيف يتصرف في المواقف الاجتماعية، وقد يخضع لاختبارات للقدرة الفكرية والإنجاز الأكاديمي لمعرفة ما إذا كان يعاني من صعوبات في التعلم.

أخيرًا، إذا استوفى الطفل معايير إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه بعد جمع كل هذه المعلومات، فسيتم تشخيصه بأنه مصاب بهذا الاضطراب، ومن ثم البدأ بالتدريب والعلاج.

علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

تركز العلاجات المتاحة حاليًا على تقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتحسين الأداء. تشمل العلاجات الأدوية أو أنواع مختلفة من العلاج النفسي أو التعليم أو التدريب أو مزيج من العلاجات.

الأدوية: النوع الأكثر شيوعًا من الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يسمى “المنبه أو المنشط (Stimulant)”. على الرغم من أنه قد يبدو من غير المعتاد علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باستخدام دواء يعتبر منبهًا، إلا أنه في الواقع له تأثير مهدئ على الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تتوفر أنواع عديدة من الأدوية المنشطة. بعض الأدوية الأخرى لا تحتوي على منبهات وتعمل بشكل مختلف عن المنشطات. بالنسبة للعديد من الأطفال تقلل أدوية ADHD من فرط النشاط والاندفاع وتحسن قدرتهم على التركيز والعمل والتعلم.

ومع ذلك، ما يصلح لطفل قد لا يصلح لطفل آخر. قد يعاني أحد الأطفال من آثار جانبية مع دواء معين، بينما قد لا يعاني منها طفل آخر. في بعض الأحيان يجب تجربة العديد من الأدوية أو الجرعات المختلفة قبل العثور على الدواء المناسب لطفل معين. يجب مراقبة أي طفل يتناول هذه الأدوية عن كثب وبعناية من قبل مقدمي الرعاية والأطباء.

تأتي الأدوية المنشطة بأشكال مختلفة، مثل حبوب أو كبسولات أو شراب أو رقعة جلدية. تأتي بعض الأدوية أيضًا في أصناف قصيرة المفعول وطويلة المفعول وممتدة المفعول. في كل من هذه الأصناف يكون العنصر النشط هو نفسه، ولكن يتم إطلاقه بشكل مختلف في الجسم. غالبًا ما تسمح النماذج طويلة المفعول أو ممتدة المفعول للطفل بتناول الدواء مرة واحدة فقط في اليوم قبل المدرسة. يجب على الوالدين والأطباء أن يقرروا معًا الدواء الأفضل للطفل وما إذا كان الطفل يحتاج إلى الدواء فقط لساعات المدرسة أو في المساء وعطلات نهاية الأسبوع أيضًا. يكون تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ووصف الأدوية من قبل الأطباء (عادة طبيب نفس مختص).

ما هي الآثار الجانبية لأدوية (ADHD) المنشطة؟

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي يتم الإبلاغ عنها هي انخفاض الشهية، مشاكل في النوم، القلق والتهيج. يُبلغ بعض الأطفال أيضًا عن آلام خفيفة في المعدة أو صداع. معظم الآثار الجانبية طفيفة وتختفي بمرور الوقت أو بخفض مستوى الجرعة.

  • قلة الشهية: تأكد من أن طفلك يأكل وجبات صحية. إذا لم يختفي هذا العرض الجانبي تحدث إلى طبيب طفلك. تواصل أيضاً مع الطبيب إذا كانت لديك مخاوف بشأن تأخر نمو طفلك أو زيادة وزنه أثناء تناول هذا الدواء.
  • مشاكل النوم: إذا لم يستطع الطفل النوم فقد يصف الطبيب جرعة أقل من الدواء أو نوعاً آخر قصير المفعول. قد يقترح الطبيب أيضًا إعطاء الدواء في وقت مبكر من اليوم، أو إيقاف جرعة بعد الظهر أو المساء. أحيانًا تساعد إضافة وصفة بجرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب أو دواء ضغط الدم المسمى الكلونيدين في مشاكل النوم. قد يساعد أيضًا روتين النوم المتسق الذي يتضمن عناصر الاسترخاء مثل الحليب الدافئ أو الموسيقى الهادئة أو الأنشطة الهادئة في الضوء الخافت.
  • آثار جانبية أقل شيوعاً: يتطور لدى عدد قليل من الأطفال حركات أو أصوات مفاجئة ومتكررة تسمى التشنجات اللاإرادية. قد تكون هذه التشنجات اللاإرادية ملحوظة وقد لا تكون كذلك. قد يؤدي تغيير جرعة الدواء إلى اختفاء التشنجات اللاإرادية. قد يحدث أيضًا تغير في شخصية بعض الأطفال مثل أن يكون الطفل بدون عاطفة. تحدث مع الطبيب إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات.

هل ادوية (ADHD) المنشطة آمنة

تعتبر الأدوية المنشطة آمنة تحت إشراف طبي. لا تجعل المنشطات الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يشعرون بالانتشاء على الرغم من أن بعض الأطفال يقولون إنهم يشعرون باختلاف طفيف أو شعور “مضحك”.

هل تسبب ادوية (ADHD) الادمان

على الرغم من قلق بعض الآباء من أن الأدوية المنشطة قد تؤدي إلى الإدمان أو الاعتماد عليها، إلا أن الأدلة على ذلك قليلة.

هل يمكن علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بشكل نهائي

الأدوية الحالية لا تعالج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بل هي تقلل وتتحكم بالأعراض طالما يتم تناولها. يمكن أن تساعد الأدوية الطفل على التركيز وإتمام الواجب المدرسي. لكنه ليس من الواضح ما إذا كانت الأدوية يمكن أن تساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم الأكاديمية أو سرعة التعلم. يمكن أن تساعد إضافة العلاج السلوكي والمشورة والدعم العملي الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأسرهم على التعامل بشكل أفضل مع المشكلات اليومية.

أظهرت الأبحاث الممولة من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) أن الدواء يعمل بشكل أفضل عندما تتم مراقبة العلاج بانتظام من قبل الطبيب الذي يصفه وقيامه بتعديل الجرعة بناءً على احتياجات الطفل. يهدف العلاج السلوكي إلى مساعدة الطفل على تغيير سلوكه. قد يتضمن مساعدة عملية، مثل المساعدة في تنظيم المهام أو إكمال الواجب المدرسي، أو المساعدة في أحداث صعبة عاطفياً. كما يعلّم العلاج السلوكي الطفل كيفية مراقبة سلوكه.

حاول أيضاً منح الطفل الثناء أو المكافآت على التصرف بالطريقة المرغوبة، مثل التحكم في الغضب أو التفكير قبل التصرف. يمكن للوالدين والمعلمين أيضًا إعطاء ملاحظات إيجابية أو سلبية لسلوكيات معينة. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد القواعد الواضحة وقوائم الأعمال الروتينية وغيرها من الإجراءات المنظمة الطفل على التحكم في سلوكه. قد يعلّم المعالجون الأطفال المهارات الاجتماعية مثل كيفية انتظار دورهم أو مشاركة الألعاب أو طلب المساعدة أو الاستجابة للمضايقات. يمكن أن يكون تعلم قراءة تعابير الوجه ونبرة الصوت لدى الآخرين وكيفية الاستجابة بشكل مناسب جزءًا من التدريب على المهارات الاجتماعية.

كيف يمكن للوالدين المساعدة

يحتاج الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى التوجيه والتفهم من آبائهم ومعلميهم للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة والنجاح في المدرسة. قبل تشخيص الطفل قد يتراكم الإحباط واللوم والغضب داخل الأسرة. قد يحتاج الآباء والأطفال إلى مساعدة خاصة للتغلب على المشاعر السيئة. يمكن لأخصائيي الصحة العقلية تثقيف الآباء حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وكيف يؤثر على الأسرة. كما أنهم سيساعدون الطفل ووالديه على تطوير مهارات ومواقف وطرق جديدة للتواصل مع بعضهم البعض.

نصائح لمساعدة الأطفال على البقاء منظمين واتباع التوجيهات:

  • حافظ على نفس الروتين اليومي للطفل، كل يوم، من وقت الاستيقاظ إلى وقت النوم.
  • خصص وقتًا للواجب المنزلي واللعب في الهواء الطلق والأنشطة خارج المنزل.
  • خصص جدولا لكل هذه الانشطة اليومية وعلقه على الثلاجة او في مكان يجعلك تتذكره دائما، وإلتزم به
  • خصص مكانًا ثابتا لكل شيء. هذا يشمل الملابس وحقائب الظهر والألعاب.
  • شدد لطفلك على أهمية تدوين المهام وإحضار كتبه ودفاتره إلى المنزل وعدم نسيانها.
  • كن واضحًا ومتسقًا. يحتاج الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى قواعد ثابتة يمكنهم فهمها واتباعها.
  • امنح الثناء أو المكافآت عند اتباع القواعد. غالبًا ما يتلقى الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه النقد فقط
  • إنتبه للسلوك الجيد وكافئ عليه

في بعض الأحيان، قد تحتاج الأسرة بأكملها إلى العلاج. يمكن للمعالجين مساعدة أفراد الأسرة في إيجاد طرق أفضل للتعامل مع السلوكيات التخريبية وتشجيع التغييرات السلوكية.

بعض الحالات المرضية التي قد تصاحب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا من أمراض أو حالات أخرى. على سبيل المثال، قد يكون لديهم واحد أو أكثر مما يلي:

  • إعاقة في التعلم. قد يجد الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة صعوبة في فهم أصوات أو كلمات معينة أو يواجه مشاكل في التعبير عن نفسه بالكلمات. قد يعاني الطفل في سن المدرسة من صعوبة في القراءة والتهجئة والكتابة والرياضيات.
  • اضطراب العناد الشارد  (Oppositional defiant disorder). الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة يكونون شديدي العناد والتمرد، غالبًا ما يتجادلون مع البالغين ويرفضون الانصياع للقواعد.
  • اضطراب السلوك (Conduct disorder). تتضمن هذه الحالة السلوكيات التي قد يكذب فيها الطفل أو يسرق أو يتشاجر أو يتنمر على الآخرين. ويقوم احيانا بتدمير الممتلكات أو اقتحام المنازل أو حمل الأسلحة أو استخدامها. هؤلاء الأطفال أو المراهقون أيضًا أكثر عرضة لخطر استخدام مواد غير مشروعة. الأطفال الذين يعانون من اضطراب السلوك معرضون لخطر الوقوع في مشاكل في المدرسة أو مع الشرطة.
  • القلق والاكتئاب. قد يساعد علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تقليل القلق أو بعض أشكال الإكتئاب.
  • الاضطرابات ثنائية القطب (Bipolar disorder). قد يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا من هذه الحالة التي تنتقل فيها التقلبات المزاجية الشديدة من الهوس (حالة مزاجية منفعلة للغاية) إلى الاكتئاب في فترات زمنية قصيرة.
  • متلازمة توريت (Tourette syndrome). يعاني عدد قليل جدًا من الأطفال من هذا الإضطراب النفسي، ولكن من بين أولئك الذين يعانون منه يعاني الكثير منهم أيضًا من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. يعاني بعض الأطفال المصابين بمتلازمة توريت من تشنجات عصبية وسلوكيات متكررة، مثل وميض العين أو تشنجات الوجه أو التجهم. يمكن السيطرة على هذه السلوكيات بالأدوية.

قد يترافق اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا مع اضطراب النوم أو التبول في الفراش أو تعاطي المخدرات أو اضطرابات أو أمراض أخرى.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الكبار

هل يمكن أن يصاب البالغون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

يستمر إضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بعض الأطفال بعد البلوغ. الكثير من البالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يعرفون ذلك. قد يشعرون أنه من المستحيل التنظيم أو التمسك بوظيفة أو تذكر المواعيد والاحتفاظ بها. المهام اليومية مثل الاستيقاظ في الصباح، والاستعداد لمغادرة المنزل للعمل، والوصول إلى العمل في الوقت المحدد، والإنتاجية في العمل يمكن أن تكون صعبة بشكل خاص للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. قد يكون لهؤلاء البالغين تاريخ من الفشل في المدرسة أو مشاكل في العمل أو علاقات صعبة أو فاشلة. يتعرض الكثير منهم لحوادث مرور متعددة.

مثل المراهقين، قد يبدو البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مضطربين وقد يحاولون القيام بالعديد من الأشياء في وقت واحد، معظمها دون جدوى. كما أنهم يميلون أيضًا إلى تفضيل “الحلول السريعة” بدلاً من اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق مكافآت أكبر.

كيف يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين

كما في حالة الأطفال، يجب تقييم البالغين الذين يشتبه في أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من قبل أخصائي صحة نفسية مرخص. لكن قد يحتاج ذلك الأخصائي إلى التفكير في مجموعة واسعة من الأعراض عند تقييم البالغين لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لأن أعراضهم تميل إلى أن تكون أكثر تنوعًا وربما لا تكون واضحة تمامًا مثل الأعراض التي تظهر عند الأطفال.

لتشخيص الحالة، يجب أن يعاني الشخص البالغ من أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط التي بدأت في الطفولة واستمرت طوال فترة البلوغ. يستخدم المتخصصون في مجال الصحة مقاييس تصنيف معينة لتحديد ما إذا كان الشخص البالغ يستوفي المعايير التشخيصية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. سينظر اختصاصي الصحة العقلية أيضًا في تاريخ الشخص في سلوك الطفولة والسجلات المدرسية، قد يجري مقابلات مع الأزواج أو الشركاء، والآباء والأصدقاء المقربين، وغيرهم من الزملاء. سيخضع الشخص أيضًا لفحص جسدي واختبارات نفسية مختلفة.

قد يكون تشخيصك بإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه خبراً جيداً! بالنسبة لبعض البالغين، يمكن أن يؤدي تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى الشعور بالراحة! قد يكون البالغون الذين أصيبوا بهذا الاضطراب منذ الطفولة، ولم يتم تشخيصهم، قد طوروا مشاعر سلبية تجاه أنفسهم على مر السنين. يتيح لهم تلقي التشخيص فهم أسباب مشاكلهم، وسيسمح لهم العلاج بالتعامل مع مشاكلهم بشكل أكثر فعالية.

كيف يتم علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين؟

يتم التعامل مع البالغين المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه بالأدوية أو العلاج النفسي أو مجموعة من العلاجات مثلهم مثل الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

الأدوية: غالبًا ما يتم وصف أدوية (ADHD)، بما في ذلك الأشكال الممتدة المفعول، للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

على الرغم من عدم اعتمادها من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) بشكل خاص لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أن مضادات الاكتئاب تستخدم أحيانًا لعلاج البالغين المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. تُستخدم مضادات الإكتئاب القديمة، التي تسمى مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أحيانًا لأنها مثل الأدوية المنبهة، تؤثر على كيمياء الدماغ وافراز الدوبامين. يمكن أيضًا وصف مضاد اكتئاب أحدث، وهو فينلافاكسين (إيفكسور)، لتأثيره على مادة نورابينفرين الكيميائية في الدماغ.

تتطلب الوصفات الطبية للبالغين للأدوية المنشطة (أدوية ADHD) والأدوية الأخرى اعتبارات خاصة. على سبيل المثال، غالبًا ما يحتاج البالغون إلى أدوية أخرى لمشاكل جسدية، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو للقلق والاكتئاب. قد تتفاعل بعض هذه الأدوية بشكل ضار مع الأدوية المنشطة. يجب أن يناقش الشخص البالغ المصاب باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه خيارات الأدوية المحتملة مع طبيبه. يجب أن تؤخذ هذه القضايا وغيرها في الاعتبار عند وصف الدواء.

التعليم والعلاج النفسي: يمكن أن يساعد المستشار أو المعالج المتخصص شخصًا بالغًا مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تعلم كيفية تنظيم حياته باستخدام أدوات مثل التقويم أو دفتر التواريخ والقوائم وملاحظات التذكير وتخصيص مكان خاص للمفاتيح والفواتير و والأوراق. يمكن تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر يمكن إدارتها بحيث يوفر إكمال كل جزء من المهمة إحساسًا بالإنجاز. يمكن أيضًا أن يساعد العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، في تغيير الصورة السيئة للفرد عن طريق فحص التجارب التي أنتجتها. يشجع المعالج البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على التكيف مع التغيرات الحياتية التي تأتي مع العلاج، مثل التفكير قبل التصرف، أو مقاومة الرغبة في تحمل مخاطر غير ضرورية.

ملخص للأفكار الرئيسية:

  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة بيولوجية يمكن أن تؤثر على التركيز والتنظيم والتحكم في النفس
  • تحصل لدى الأطفال أكثر مما عند البالغين، لكن بعض الحالات تستمر من الطفولة إلى البلوغ
  • لا يعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مشكلة كسل أو قوة إرادة
  • مع الدعم والعلاج المناسب يمكن للمصابين بإضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن يتطوروا كثيراً وأن يعيشوا حياة منتجة وطبيعية إلى حد كبير.

محمد قحطان

A medical student, and a scientific-content writer who writes mostly in Arabic, mainly about Psychology, Psychiatry, Philosophy, and the liberal arts
زر الذهاب إلى الأعلى