الاضطرابات النفسية

اضطراب الشخصية الحدية (BPD)

 ماهو اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline personality disorder) هو مرض نفسي يتسم بالاتي:

  • مشاكل في السيطرة على العواطف والانفعالات
  • يجعل من الصعب على الشخص أن يشعر بالراحة في نفسه
  • يسبب مشاكل تؤثر بالأشخاص المحيطين.

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية (BPD) من مستويات عالية من الضيق والغضب. يمكنهم بسهولة أن يهاجموا الآخرين بسبب أبسط الأشياء التي يفعلونها أو يقولونها. قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من أفكار ومعتقدات مؤلمة عن أنفسهم والآخرين. يمكن أن يسبب ذلك ضائقة في حياتهم العملية والحياة الأسرية والاجتماعية. بعض الأشخاص المصابين بإضطراب الشخصية الحدية يؤذون أنفسهم.

بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بإضطراب الشخصية الحدية، تبدأ الأعراض خلال سنوات المراهقة أو في الشباب المبكر ثم تتحسن خلال مرحلة البلوغ. اضطراب الشخصية الحدية هو حالة نفسية مرضية في الدماغ والعقل. إذا كان شخص ما مصابًا باضطراب الشخصية الحدية فهذا في الحقيقة ليس خطأه.

لماذا يسمى “الحدي”؟

يتضمن اسم هذا المرض الكلمة الغريبة “الحدي” لأسباب تاريخية… في الماضي، كانت الأمراض العقلية تصنف على أنها “ذهانية” أو “عصابية” (‘Psychoses’ or ‘Neuroses’). عندما كتب الأطباء النفسيون لأول مرة عن اضطراب الشخصية الحدية، لم يندرج هذا المرض تحت أي من الفئتين. حيث قرروا أنه ينتمي إلى خط وهمي بين هاتين المجموعتين من الأمراض.

أفضل طريقة للتعبير عن اضطراب الشخصية الحدية هو أن تكون قد ولدت بدون جلد عاطفي، ولا يوجد حاجز لدرء الاعتداءات العاطفية الحقيقية أو المتصورة. ما كان يمكن أن يكون إهانة تافهة للآخرين يكون بالنسبة للمريض كارثة عاطفية، وما قد يكون صداعًا من الناحية العاطفية لشخص آخر هو ورم في الدماغ بالنسبة للمريض. يكون رد الفعل هذا عفويًا وليس إختياريا. بالطريقة نفسها غالبًا ما يكون الغضب أحد السمات المميزة لاضطراب الشخصية الحدية والذي يبدو غير متناسب مع ما يحدث وليش له مبرر كاف.

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو مشكلة صحية عقلية وطويلة الأمد ومعقدة. على الرغم من تلقيه اهتمامًا أقل من مشاكل الصحة العقلية الخطيرة الأخرى مثل الإضطراب ثنائي القطب أو الفصام، فإن عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بـ(BPD) مماثل أو أعلى من هذه الاضطرابات.

يعاني الأشخاص المصابون بإضطراب الشخصية الحدية صعوبة في تنظيم أو التعامل مع عواطفهم أو التحكم في دوافعهم. إنهم حساسون للغاية لما يجري من حولهم ويمكن أن يتفاعلوا بمشاعر شديدة مع التغييرات الصغيرة في بيئتهم. يوصف اضطراب الشخصية الحدية بأنه ألم عاطفي مستمر، وأعراضه تكون نتيجة جهودهم للتعامل مع هذا الألم. هذه الصعوبة في التعامل مع المشاعر هي جوهر المرض.

ما هي علامات اضطراب الشخصية الحدية؟

بعض الأعراض الشائعة لإضطراب الشخصية الحدية:  

  • نوبات غضب أو اكتئاب أو قلق شديدة ولكنها قصيرة  
  • الفراغ المرتبط بالوحدة والحاجة
  • أفكار جنون العظمة والحالات الانفصالية التي “يغلق فيها” العقل أو النفس الأفكار المؤلمة أو المشاعر العالقة
  • الصورة الذاتية التي يمكن أن تتغير اعتمادًا على من هو الشخص؛ هذا يمكن أن يجعل من الصعب على الشخص المصاب السعي لتحقيق أهدافه طويلة المدى
  • السلوكيات الاندفاعية والضارة مثل تعاطي المخدرات أو الإفراط في الأكل أو القمار أو السلوكيات الجنسية عالية الخطورة
  • إيذاء النفس غير الانتحاري مثل الجرح والحرق باستخدام سيجارة أو جرعة زائدة يمكن أن تخفف الألم العاطفي الشديد (تبدأ عادة في مرحلة المراهقة المبكرة)؛ ما يصل إلى 75 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية في اليوم يؤذون أنفسهم مرة واحدة أو أكثر
  • الانتحار (حوالي 10 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية ينتهي بهم الحال باللإنتحار)
  • الخوف الشديد من بقائهم بمفردهم أو من أن يتم التخلي عنهم، والإثارة حتى مع انفصال قصير عن الأسرة أو الأصدقاء أو المعالج (بسبب صعوبة الشعور بالارتباط العاطفي بشخص غير موجود)
  • السلوكيات المتهورة والمتقلبة عاطفياً التي قد تؤدي إلى الهجر والعزلة التي يخشاها الشخص
  • العلاقات الشخصية المتقلبة والعاصفة مع المواقف تجاه الآخرين التي يمكن أن التحول من المثالية إلى الغضب والكره (نتيجة التفكير الأبيض والأسود الذي يرى الناس على أنهم إما جيدين أو سيئين).

مدى شيوع اضطراب الشخصية الحدية

إن البحث العلمي والدراسات حول اضطرابات الشخصية قليلة وتنقصها الدقة في تحديد التفاصيل. أشارت الدراسات الاستقصائية المجتمعية للبالغين إلى أن معدل انتشار إضطراب الشخصية الحدية يقترب من شخص بالغ واحد من كل 100 شخص، وهي نفس النسبة في مرض انفصام الشخصية. من غير الواضح ما إذا كان الإضطراب أكثر شيوعًا بين النساء أو الرجال، وتشير بعض التقارير إلى أن حوالي 70 إلى 80 في المائة من النساء تم تشخيصهن (أي انه يمكن ملاحظته وتشهخيصه بسهولة اكبر عند النساء). تشير أبحاث أخرى إلى أنه على الرغم من وجود عدد أكبر من النساء في مرحلة العلاج، إلا أنه لا يوجد فرق كبير بين حدوث هذا الإضطراب عند النساء والرجال.

ما هي اسباب اضطراب الشخصية الحدية

كما هو الحال مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى فإن فهمنا الحالي لإضطراب الشخصية الحدية هو أن الميراث الجيني للشخص وعلم الأحياء والبيئة تساهم جميعها في تطوير هذا الإضطراب. أي أن الشخص يولد بشخصية معينة أو خصائص مزاجية بسبب الطريقة التي يتم بها “توصيل”  دماغهم (Wiring)، وتتشكل هذه الخصائص بشكل أكبر من خلال تجاربهم البيئية أثناء نموهم وربما من خلال تجاربهم الثقافية (قد يلاحظ القارئ اللطيف شديد الإنتباه أن غالبية الأمراض أو الإضطرابات النفسية تعود في الغالب لنفس هذه الأسباب).

وجد الباحثون اختلافات في مناطق معينة من الدماغ قد تفسر السلوك الاندفاعي وعدم الاستقرار العاطفي والطريقة التي ينظر بها الناس إلى الأحداث. بالإضافة إلى ذلك أظهرت دراسات التاريخ الطبي العائلي والتوائم تأثيرًا وراثيًا مع ارتفاع معدلات هذا الإضطراب أو اضطرابات الصحة العقلية الأخرى ذات الصلة بين أفراد الأسرة المقربين.

هل تلعب الطفولة دورا في اضطراب الشخصية الحدية؟

تشمل العوامل البيئية التي قد تساهم في تطوير الإضطراب: إنفصال الوالدين، الإهمال أو سوء المعاملة، و غيرها من أحداث الطفولة المؤلمة. مع ذلك فإن العائلات التي توفر بيئة رعاية صحية قد لا يزال لديها إحتمالية الإصابة بالإضطراب، في حين أن العديد من الأطفال الذين يعيشون طفولة مروعة لا يصابون بـه. على الرغم من التقارير التي تشير إلى أن تاريخ الاعتداء الجسدي والجنسي مرتفع بين أولئك الذين يعانون من الإضطراب، إلا أن العديد من التجارب الأخرى يمكن أن تلعب دورًا في الإصابة لطفل ضعيف عاطفياً.

ما العلاجات الفعالة لاضطراب الشخصية الحدية؟

العلاجات النفسية مثل العلاج بالكلام هي أفضل طريقة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية. عادةً ما تتضمن هذه العلاجات التحدث مع أخصائي صحي على إنفراد، أو في بعض الأحيان حضور مجموعات خاصة. لا ينصح باستخدام الأدوية كعلاج رئيسي لاضطراب الشخصية الحدية. بالنسبة لشخص يتلقى بالفعل علاجًا نفسيًا قد يكون الدواء مفيدًا في تخفيف أعراض معينة. العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) لا يعمل مع BPD.

هل تعمل الادوية مع اضطراب الشخصية الحدية؟

لا ينصح باستخدام الأدوية كعلاج رئيسي لاضطراب الشخصية الحدية. يمكن للأدوية إجراء تحسينات صغيرة في بعض أعراض الإضطراب، ولكنها لا تحسن اضطراب الشخصية الحدية من أساسه. قد يصف لك طبيبك دواءً للتحكم في أعراض معينة على المدى القصير. قد تحتاج إلى دواء لفترة قصيرة خلال الأزمة. عادة يجب إيقاف هذا الدواء بعد فترة وجيزة.

ملخص

  • اضطراب الشخصية الحدية هو أحد أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعًا وأكثرها سوءًا في الفهم.
  • غالبًا ما يتم وصم  الأشخاص (Stigmatized) الذين يعانون من هذا الإضطراب وتجنبهم من قبل مقدمي العلاج.
  • هناك علاجات جديدة آخذة في الظهور، ومع العلاج المناسب يمكن للأشخاص الذين يعانون من الإضطراب التعافي. على عكس مشاكل الصحة النفسية الخطيرة الأخرى، يكون التعافي من إضطراب الشخصية الحدية مستقرًا في العادة.
  • تلعب العائلة دورًا حاسمًا في دعم تعافي أفراد الأسرة ممن يعانون من الإضطراب، لكن العائلات تحتاج أيضًا إلى التنشئة والرعاية المستقرة للتعافي من تأثير مرض أحد أفراد أسرتهم.

محمد قحطان

A medical student, and a scientific-content writer who writes mostly in Arabic, mainly about Psychology, Psychiatry, Philosophy, and the liberal arts
زر الذهاب إلى الأعلى