التحليل النفسي وجَلسات العلاج

ما وصفه فرويد، الأب الروحي للتحليل النفسي (The father of psychoanalysis)، بالإضافة للكثير من الأفكار والأنظمة وطرق العلاج التي تم إضافتها خلال القرن الأخير، تجعل موضوع التحليل النفسي واسعاً ومتشعباً. إلّا أنه من الممكن تحديد مبادئ عامة تنطبق على كل إتجاهات وتشعبات التحليل النفسي.

ما هي مبادئ التحليل النفسي

• إفتراض بأن جميع البشر خاضعون إلى حد ما لتأثير التخيلات، الأمنيات، ومعرفة مخزونة خارج حدود الإدراك (اللاواعي).
• إهتمام بزيادة إدراك الأفعال اللاواعية لغرض زيادة إمكانية الإختيار في هذه الأفعال وتقليل ما يحصل بشكل غير واع.
• تأكيد على أن الأفراد شكاكون ومترددون حيال التغيير، وأهمية مخاطبة وإستكشاف هذا التردد، في جلسات العلاج خصوصاً.
• إتفاق على إستخدام العلاقة مع العميل (المريض) كأداة لإستكشاف العمليات النفسية والأفعال، الواعي واللاواعي منها.
• أهمية جعل العميل يفهم خلال جلسة العلاج أن ماضيه وحاضره له تأثير واضح على شعوره وتصرفاته وتكوّن أنماط متكررة من العمليات النفسية.

لفهم التحليل النفسي، يمكن أن نفكر به كعنوان رئيس لعدة عناوين، أو كطرق علاج نفسية، بالإضافة لضواهر نفسية يصفها التحليل النفسي.

تعريف التحليل النفسي

ما هو التحليل النفسي

هو نظام مكون من نظريات وطرق علاجية نفسية تهدف إلى علاج مدى من الحالات والمشكلات النفسية من خلال التحقيق والتنقيب مع العميل على العلاقة بين العمليات الواعية واللاواعية، ومحاولة جلب اللاواعي والمثبط المنسي منها إلى الحاضر بتقنيات موصوفة بما لا بأس به من الدقة مثل الإرتباط الحر (Free association) وتفسير الأحلام (Dream interpretation).

وقد تجد في مواد البحث العلمي أن مصطلح التحليل النفسي هو أيضاً وصف للعلاقةً التي تنشأ بين العميل (المريض) والمعالج أو المحلل النفسي، وخصوصاً ما يحصل بينهما أو ماينتج عن هذه العلاقة، والتي يتم من خلالها الوصول إلى مناطق عميقة من تجربة العميل* الواعية واللاواعية.

*يسمي فرويد من يخضع للعلاج النفسي مريضاً (Patient)، لكن التسمية الأكثر إستخداماً في الوقت الحالي هي عميل (Client).

فوائد التحليل النفسي

ما هي المشكلات التي يمكن علاجها بالتحليل النفسي؟

إن نتائج الدراسات الخاصة بأساليب العلاج النفسية تؤكد أن الغالبية ممن يخضعون لجلسات التحليل النفسي يشاهدون تحسناً واضحاً في أعراض الإكتئاب والعلاقات الشخصية بالدرجة الأساس.

تساعد جلسات التحليل النفسي في مدى واسع من مشاكل الصحة النفسية مثل:

• الإكتئاب
• الصدمات النفسية (Emotional trauma)
• المشاعر غير المنتظمة
• إضطرابات الشخصية
• مشاكل في العلاقات الشخصية
• مشكلات جنسية
• كره الذات والإحساس بالدونية (Low self-esteem).

مفاهيم أخرى ضمن نظريات التحليل النفسي:

ما هي الزلة الفرويدية

الزلة الفرودية (بالإنجليزية: The Freudian slip): مصطلح يصف أحد ظواهر العقل اللاواعي. حسب وصف فرويد للعقل اللاواعي، فإنه رغم كونه ليس من السهل الوصول إلى محتواه، إلى أن أفكاره تواصل الضهور للسطح دون أن نشعر. زلة اللسان تعتبر مثالاً على ذلك، حيث أنها رغم كونها تُرى من أغلبنا على أنها خطأ بسيط وشائع الحدوث، إلا أن لها حسب التحليل النفسي لفرويد دلالة أكبر من ذلك، على أفكار تُركت بلا حل.

مثال على الزلة الفرويدية مناداة شخص بإسم غيره لمجرد كونك كنت تفكر بالأول عندما إحتجت أن تنادي الثاني.

التنحية :(Displacement) هو توجيه فعل معين تم كبته تجاه شخصٍ غير الذي سبب تولد ذلك الفعل. يكون الفعل عدوانياً أو ناشئاً عن كراهية في العادة. مثال على ذلك كون شخص غاضباً تجاه والده، ومن ثم كتم الفعل العدائي المتولد في نفسه تجاه الوالد، قد يضهر هذا الكبت في التصرف بعدائية مع شرطي المرور أو أي سلطة مماثلة لكنها ليست الوالد نفسه.

الإنكار (Denial): هو آلية دفاعية يرفض بها الشخص حقائق وتجارب صحيحة لحماية نفسه من القلق والشعور بعدم الإرتياح، وهي عملية لاواعية. إن منشأ مفهوم الإنكار في علم النفس هو أعمال فرويد، ويتبع بالتحديد لآليات الدفاع (Defense mechanisms) التي كانت أحد إسهامات آنا فرويد، إبنة سيكموند فرويد.

ما هي طرق العلاج النفسي الأخرى

والحديث عن التحليل النفسي يعني أيضا الحديث عن جلسات العلاج النفسية…

إن ما كان يُستخدم من تقنيات في جلسات العلاج بالتحليل النفسي، ونفس الشيء بالنسبة للعلاج المخصص (Client approach therapy)، يتم إستخدامه حالياً وبشكل شائع في العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy) (CBT). من الممكن القول أن العلاج المعرفي هو البديل الحديث للعلاج بالتحليل النفسي، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الآخر أو الفائدة العلمية التي هيّأت لتطوير طرق علاج ذات عمق وتأثير أكبر.

علام تركز جلسة العلاج بالتحليل النفسي

ماذا يحدث خلال جلسة التحليل النفسي

إليك ما تتوقعه خلال جلسة تحليل نفسي مع معالج أو طبيب نفسي:

تتكون الجلسة ببساطة من تقنيات التحليل النفسي الأساسية، جميعها أو واحدة في كل مرة:

• تحليل الأحلام (Dream analysis): يحاول المعالج مساعدة العميل لتحليل الأنماط والرموز المخفية التي تظهر في الأحلام، خصوصاً المتكرر منها، ومحاولة الوصول إلى الأفكار المثبطة (Repressed thoughts).
• الإرتباط الحر (Free association): يتم فيه إستخدام تقنية ربط الكلمات التلقائي، حيث يقول العميل أول كلمة تخطر في باله بعد أن يقول المعالج كلمة معينة، ومن ثم يحاول تحليل كلمات العميل ومحاولة إيجاد نمط معين فيها. 
• النقل (Transference): يحاول المعالج مراقبة ما إذا كان هناك نقل للمشاعر من قبل العميل من شخص مسبب لها لآخر لا علاقة له. مثلاً إضهار الغضب المثبط عند العميل تجاه أحد والديه منذ الطفولة ونقله وتوجيهه نحو شريك أو زوج أو للمعالج أثناء الجلسة.

من المفيد أيضاً حسب فرويد لفهم أحلامنا التفكير والكلام عن الحلم بشكل حر وبلا قيود أو أهداف، من خلال ذلك يمكن أن تُفسر بعض الأفكار والرموز المخفية في الحلم عن طريق ما نقوله أثناء العملية من أشياء تخرج من اللاواعي إلى الواعي.

مدرسة التحليل النفسي

هي مدرسة من مدارس علم النفس، أُنشأت نتيجة لإسهامات فرويد، بالإضافة لعدد ممن تبعه أو عمل معه على تثبيت أسس مميِّزة لمدرسة التحليل النفسي. تؤكد مدرسة التحليل النفسي على تأثير العقل اللاواعي على التفكير والتصرف، وإمكانية إستخدام ذلك في جلسات العلاج لحل العديد من المشكلات النفسية.

ما هي مكونات الشخصية عند فرويد

يعتقد فرويد أن عقل الانسان مكون بشكل عام من ثلاثة عناصر أو مكوّنات:

• الهو (The id): يتكون من الدوافع البدائية أو الحيوانية، وهو المكوّن الأول والأساس وبعده يتطور العنصران اللاحقان.
• الأنا (The ego): مكوّن الشخصية (Personality) المسؤول عن التعامل مع الواقع
• الأنا الأعلى (The superego): المكوّن الذي يحمل جميع التعاليم والقيم التي تكتسبها شخصيتنا من الوالدين والثقافة.

إعتقد فرويد أن التفاعل بين هذه العناصر الثلاثة هو ما يشكل ببساطة سلوكيات الإنسان المعقدة.

قد يكتفي القارئ بإعتباره تصنيفاً أو تقسيماً لمناشئ الدوافع المختلفة، وكونه بالتالي مفيداً في تحليل وفهم وتجزئة ما تظهره نفس العميل أثناء جلسة العلاج بشكل خاص، وكذلك في فهم نفس الإنسان بشكل عام.

تقنيات التحليل النفسي

هناك نظريات أخرى مهمة ضمن مدرسة التحليل النفسي مثل فكرة الواعي واللاواعي (Conscious and unconscious)، المنهج الجنسي النفسي لتطوّر الشخصية (Psychosexual approach to personality development)، ومفهوم غرائز الموت والحياة (Life and death instincts)، وغيرها، لكن قسماً منها أدلته ضعيفه، والآخر ثبت خطأه.. ستجد هنا تفصيلاً أكثر في ذلك.

لأعمال فرويد كذلك أهمية كبيرة في تطوير طرق العلاج بالكلام (Talk therapy) ذات الأهمية الكبيرة حتى الآن في علاج العديد من المشكلات النفسية. مع ذلك فإن هناك عدد من الأفكار الفرويدية التقليدية لم تعد ذات أهمية كبيرة في طرق العلاج الحديثة، إلّا أنها لاتزال ذات أهمية في دراسة الجوانب المختلفة من الشخصية (Personality).