من هو جوردان بيترسون
الدكتور جوردان ب. بيترسون (بالإنجليزية: Jordan B. Peterson) هو عالم نفس إكلينيكي وأستاذ فخري في جامعة تورنتو (في كندا). ولد في 12 يونيو 1962 (عمره الآن 61 سنة)، في إدمونتون، ألبرتا، كندا. شغل منصب مساعد ثم أستاذ علم نفس في جامعة هارفارد من سنة 1993 إلى 1998.
أشهر مؤلفاته:
أمضى خمسة عشر عامًا في تأليف كتابه خرائط المعنى (Maps of Meaning): وهو تحقيق علمي في طبيعة السرد والفكر الديني، وهيكل الإدراك، وتنظيم العاطفة، والدافع عن الفظائع في خدمة الأيديولوجيا. كتب الدكتور بيترسون أيضًا الكتاب الأكثر مبيعًا عالميًا 12 قاعدة للحياة (12 Rules for life) وكذلك كتاب آخر بعنوان ما بعد النظام (Beyond Order)، وكلاهما مترجم إلى حوالي 50 لغة. الكتاب الأخير بيع منه أكثر من خمسة ملايين نسخة؛ صدر في منتصف عام 2021.
جنسية ووظيفة جوردان بيترسون
عن نشأته وحياته الوظيفية المبكرة
نشأ جوردان بيترسون في الأراضي القاحلة المتجمدة في شمال ألبرتا، كندا، عمل في غسل الصحون، وطباخًا لفترة قصيرة، ومربي نحل، وسائق شاحنة سحب، وسائق نقل غاز، ونادلاً، وعاملاً في مطحنة خشب، وعاملاً في خط السكك الحديدية. قام بتدريس علم الميثولوجيا (mythology) للأطباء والمحامين ورجال الأعمال. عمل في عيادته النفسية لمساعدة العديد من المرضى لسنوات؛ عمل مستشارًا لكبار الشركاء في كبرى شركات المحاماة الكندية؛ ألقى محاضرات في جامعات كبيرة في جميع أنحاء العالم الناطق باللغة الإنجليزية كهارفارد وكامبرج وأوكسفورد؛ تحدث الى الجماهير في العديد من جولات الكتب في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا في سياق واحدة من أكثر جولات الكتب حضورًا.
عمله
نشر بيترسون مع طلابه وزملائه أكثر من مائة ورقة علمية تعمل على تطوير الفهم الحديث لإدمان الكحول والسلوك المعادي للمجتمع واللعب والعاطفة والإبداع والكفاءة والشخصية. تم ترشيحه لمدة خمس سنوات متتالية كواحد من أفضل المحاضرين الجامعيين في مدينة أونتاريو (أنصح شخصياً إذا كنت مهتماً بالتعمق في دراسة موضوع الشخصية بكورس عنوانه Personality and its transformations الموجود بشكل قائمة تشغيل على قناته على يوتيوب، وهو تصوير لمحاظراته لطلاب علم النفس في جامعة تورنتو سنة 2017)، وكان واحدًا من ثلاثة أساتذة فقط تم تصنيفهم على أنهم (“life changing”) “مغير حياة” في كتيب الطلاب في جامعة تكساس.
أهم كتب جوردان بيترسون
Maps of Meaning خرائط المعنى (1999)
في عام 1999، صدر كتابه الأول خرائط المعنى: هندسة المعتقد، حيث يصف بيترسون نظرية شاملة حول كيفية بناء الناس للمعنى، وتشكّل المعتقدات، وصياغة الروايات. الكتاب، والذي استغرق إنجازه 13 عامًا من بيترسون، يرسم مفاهيم من مجالات مختلفة بما في ذلك الأساطير والدين والأدب والفلسفة وعلم النفس، وفقًا للفهم العلمي الحديث لكيفية عمل الدماغ.
وفقًا لبيترسون، فقد كان هدفه الرئيسي هو دراسة سبب مشاركة الأفراد والجماعات على حد سواء في الصراع الإجتماعي، وإستكشاف المنطق والتحفيز الذي يتخذه الأفراد لدعم أنظمة معتقداتهم (أي التعريف الأيديولوجي) والتي تؤدي في النهاية إلى القتل والفظائع المرضية مثل معسكرات الإبادة الجماعية في رواندا.
يقول بيترسون، متأثرًا بنظرة كارل يونغ النموذجية عن اللاوعي الجماعي في الكتاب، إن “تحليل الأفكار الدينية في العالم قد يسمح لنا بوصف أخلاقنا الأساسية وتطوير نظام أخلاقي عالمي في النهاية.”
Rules for life12
12 قاعدة للحياة (2018)
في يناير 2018، نشر دار Penguin Random House كتاب بيترسون الثاني، 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى، حيث تتم مناقشة مبادئ المساعدة الذاتية بأسلوب أكثر سهولة للقراء من عمله السابق المنشور. تصدّر الكتاب قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يمكن أن تجد الكتاب في المكتبات العربية بنسخ اصلية أو مترجمة للعربية.
(Beyond Order) ما وراء النظام (2021)
صدر كتاب بيترسون الثالث ، Beyond Order: 12 More Rules for Life ، في 2 مارس 2021. في 23 نوفمبر 2020، قام بنشره دار بنكوينPenguin Random House Canada (PRH Canada) حيث انتقد العديد من الموظفين قرار نشر الكتاب كون بيترسون أصبح انذاك مثيرا للجدل عند البعض ومشهورا الى حد كبير.
دين جوردان بيترسون
في مقابلة عام 2017، سُئل بيترسون عما إذا كان مسيحيا. أجاب: أعتقد أن الإجابة الأكثر وضوحًا على ذلك هي نعم “.I suppose the most straight-forward answer to that is yes”
عندما سئل عما إذا كان يؤمن بالله، أجاب: أعتقد أن الرد المناسب على ذلك هو لا، لكنني أخشى أنه قد يكون موجودًا “I think the proper response to that is no, but I’m afraid He might exist.”. لكنه يقول أنه على الأقل يتصرف كأنّ الله موجود.
يرى بيترسون الطبيعة على أنها صراع بين النظام والفوضى ويفترض أن الحياة ستكون بلا معنى بدون هذه الثنائية. كما أعرب عن إعجابه ببعض تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
يجادل الكاتب دانيال بورستون في كتابه في (التحليل النفسي والسياسة وجامعة ما بعد الحداثة Psychoanalysis, Politics and the Postmodern University)، بأن آراء بيترسون حول الدين تعكس انشغالًا بما يسميه البعد الرأسي (Vertical) أو المتعالي للتجربة الدينية، لكنه يُظهر القليل من المعرفة (أو التعاطف مع) ما أسماه بالأفقي (Horizontal)، بُعد الإيمان، الذي يطالب بالعدالة الاجتماعية في تعاليم أنبياء الكتاب المقدس.
تعليمه
بعد تخرجه من مدرسة فيرفيو الثانوية عام 1979، التحق بيترسون بكلية غراندي برايري الإقليمية لدراسة العلوم السياسية والأدب الإنجليزي، ودرس ليكون محاميًا للشركات. خلال هذا الوقت قرأ كتاب (The Road to Wigan Pier) “الطريق إلى رصيف ويجان” لجورج أورويل، مما أثر بشكل كبير على تركيزه التعليمي ونظرته للعالم. إنتقل لاحقًا إلى جامعة ألبرتا، حيث أكمل درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1982.
بعد ذلك، أخذ إجازة لمدة عام لزيارة أوروبا، حيث بدأ بدراسة الأصول أو الأسس النفسية للحرب الباردة. الشمولية الأوروبية في القرن العشرين 20the-century European totalitarianism؛ وأعمال كارل يونغ وفريدريك نيتشه وألكسندر سولجينتسين وفيودور دوستويفسكي.
عاد بيترسون بعد ذلك إلى جامعة ألبرتا وحصل على درجة البكالوريوس في علم النفس عام 1984. في عام 1985، انتقل إلى مونتريال للالتحاق بجامعة ماكجيل حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري تحت إشراف روبرت أو. بيل في عام 1991، وظل زميلًا لما بعد الدكتوراه في مستشفى دوجلاس ماكجيل حتى يونيو 1993.
أجرى بيترسون أثناء وجوده في جامعة ماكجيل ومستشفى دوجلاس، بحثًا حول إدمان الكحول العائلي والأمراض النفسية المرتبطة به، مثل عدوانية الطفولة والمراهقين والسلوك المفرط النشاط.
حياته المهنية
بيترسون في جامعة تورنتو في مارس 2017
من يوليو 1993 إلى يونيو 1998، عاش بيترسون في أرلينغتون- ماساتشوستس، في الولايات المتحدة أثناء التدريس وإجراء البحوث في جامعة هارفارد، حيث تم تعيينه كأستاذ مساعد (Assistant professor) في قسم علم النفس، وأصبح فيما بعد أستاذًا مشاركًا (Associate professor). خلال الفترة التي قضاها في جامعة هارفارد، درس السلوك العدواني الناتج عن تعاطي المخدرات والكحول. أثناء وجوده في جامعة هارفارد، حول مجال أبحاثه الأساسي من إدمان الكحول العائلي إلى الشخصية (Personality) وقام بتأليف العديد من الأوراق البحثية.
استشهد المؤلف جريج هورويتز، وهو طالب سابق من طلاب بيترسون بجامعة هارفارد، أن ببيترسون كان مصد إلهام له، وذكّرت عالمة النفس شيلي كارسون، طالبة الدكتوراه السابقة والأستاذة الآن في جامعة هارفارد، بأن محاضرات بيترسون كانت “شيئًا مشابهًا لطائفة كانت تتبعها”، وبقولها: “أتذكر الطلاب الذين بكوا في اليوم الأخير من الفصل لأنها آخر مرة يستمعون فيها لمحاضرة له.”
بعد منصبه المساعد في هارفارد، عاد بيترسون إلى كندا في عام 1998 ليصبح أستاذًا في جامعة تورونتو.
في معظم حياته المهنية، حافظ بيترسون على ممارسته السريرية، حيث كان يقابل حوالي 20 شخصًا في الأسبوع. كان ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي سبتمبر 2016 أصدر سلسلة من مقاطع الفيديو انتقد فيها بيل سي –16 (Bill C-16) (قانون صدر من الحكومة الكندية يتعلق بالمتحولين جنسيا).
نتيجة لمشاريع جديدة، قرر تعليق الممارسة السريرية في عام 2017 وتوقف التدريس مؤقتًا اعتبارًا من 2018. في فبراير 2018، دخل بيترسون في وعد مع كلية علماء النفس في أونتاريو بعد شكوى تتعلق بسوء السلوك المهني بشأن اتصالاته والحدود التي وضعها مع مرضاه. لم تعتبر الكلية أن جلسة استماع تأديبية كاملة ضرورية وقبلت دخول بيترسون في تعهد مدته ثلاثة أشهر للعمل على إعطاء الأولوية لممارسته وتحسين اتصالاته مع المريض. لم يكن لدى بيترسون عقوبات أو قيود تأديبية سابقة على ممارسته السريرية. في عام 2023، أمرت الكلية بيترسون بالخضوع للتدريب على التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مخاوف بشأن تعليقاته العامة. نفى بيترسون ارتكاب أي مخالفة وقدم للمراجعة القضائية.
مناظرة جوردان بيترسون وسام هاريس
فيما يتعلق بموضوع الدين والله، أدار بريت وينشتاين مناظرة بين بيترسون وسام هاريس في مسرح (Orpheum) في فانكوفر في يونيو 2018. في يوليو ، ناقش الاثنان الموضوع مرة أخرى، وأدار هذه المرة دوغلاس موراي، في دبلن في لندن. في أبريل 2019، ناقش بيترسون Slavoj Žižek في مركز سوني في تورونتو حول السعادة في ظل الرأسمالية مقابل الماركسية.
في خريف عام 2021، استقال بيترسون من وظيفته في جامعة تورنتو، ليصبح أستاذًا فخريًا. في مايو 2022، أصبح مستشارًا لكلية رالستون، وهو مشروع لتعليم الفنون الحرة (Liberal Arts).
جوردان بيترسون وإثارة الجدل على تويتر
بين الحين والآخر، يُنتقد بيترسن على الإنترنت بسبب تغريدات غريبة، عنصيرة، أو أحياناً سخيفة. وإشتراكها بكونها صبيانية غير صادرة عن تفكير كاف هو ما أثار استغرابنا في أول الأمر.
فهو اليوم يمينيٌ قوميٌ مُتَصهينٌ. كأنه منذ إنضمامه لشبكة الديلي واير “Daily Wire” المتطرفة ذات التوجه القومي، ممولة من مستثمري نفط أمريككين، و مدارة بواسطة أشهر الصهاينة الأمريكيين، إتخذ مساراً جديداً جعله شخصاً مختلفاً عن الأستاذ المميز الذي كنا نعرفه فترة عمله في التدريس في جامعة تورنتو.
المراجع:
Peterson, J. B. (2023). Home. Retrieved from Jordan B Peterson.
