ما هو انفصام الشخصية
انفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) هو اضطراب عقلي شديد التعقيد (في الحقيقة قد يكون عددا من الأمراض متنكرة كمرض واحد). يتميز هذا الإضطراب بـوجود أوهام وهلوسة واضطرابات في التفكير والتواصل، وتجنب للنشاط الاجتماعي. الفصام هو مرض خطير ولكنه قابل للعلاج، يؤثر على قدرة الشخص على معرفة ما هو واقع وما هو وهم.
أسباب انفصام الشخصية
لا يزال السبب الدقيق لمرض إنفصام الشخصية غير معروف. ان التغيرات والإختلالات في وضائف أساسية للدماغ مثل الإدراك والعواطف والسلوك، تؤشر أن الدماغ هو الموضع البيولوجي للمرض. ينتشر الفصام بنسبة 1% في جميع الثقافات وهو شائع بشكل متساو عند الرجال والنساء. يشخص الرجال بالمرض عادة في العشرينات أو أوائل الثلاثينيات من عمرهم.
السجل العائلي (Family history) لمرض انفصام الشخصية هو أهم عامل خطر لإحتمالية الإصابة بالمرض. تشمل عوامل الخطر الأخرى موسم ومكان الولادة، والحالة الإجتماعية والإقتصادية، والحالة الصحية للأم في الحمل والولادة. ومع ذلك تبقى البيانات والدراسات التي تدعم هذه العوامل غير حاسمة.
اعراض انفصام الشخصية
كما هو الحال في أغلب الإعتلالات النفسية الأخرى، إنفصام الشخصية له علامات وأعراض. رغم ذلك قد تختلف الأعراض بين الأفراد. يعاني الأفراد المصابون بالمرض في التمييز بين الأحداث الواقعية وبين إستقبالهم وفهمهم لها.
التغييرات في الشخصية هي مفتاح أساسي في تشخيص والتعرف على المرض. في البداية قد تكون التغييرات طفيفة وتمر دون أن يلاحظها أحد. لكنها عندما تتفاقم تصبح واضحة لأفراد الأسرة والأصدقاء والمعلمين أو زملاء العمل.
هناك فقدان للمشاعر أو العواطف، وقلة في الإهتمام والحافز، قد يصبح الشخص الطبيعي المستقر فجأة وعلى عكس طبيعته هادئا أو مزاجيا بشكل مشبوه، وقد يصاب أحيانا بجنون العظمة. قد يضحك المريض عند سماعه قصة حزينة، قد يبكي على نكتة، أو قد لا يتمكن من إظهار أي عاطفة على الإطلاق.
من أهم العلامات هي عدم قدرة المريض على التفكير بشكل واضح ومنطقي. قد تكون الأفكار بطيئة التكون، أو تأتيه الأفكار بسرعة حيث يبدو أن الشخص يقفز من موضوع إلى آخر بشكل تلقائي، أو قد لا تأتيه الأفكار على الإطلاق حيث يجد صعوبة في الوصول إلى استنتاجات بديهية سهلة. قد يكون التفكير مليئا بالأوهام والمعتقدات الخاطئة التي تخالف التفسيرات المنطقية.
قد يعبر بعضهم عن إحساسه بكونه مضطهداً وهو مقتنع بذلك، أو أنه يتم التجسس عليه أو التآمر ضده. قد يضهر آخرون شعورا بالعظمة والقدرة حيث يشعر وكأنه سوبرمان – قادر على أي شيء ومضاد للخطر. قد يشعر البعض الآخر بدافع ديني قوي مفاجئ أو أن لديهم مهمة غريبة لتصحيح أخطاء العالم.
ليس من الصعب أن نفهم سبب كون الأفراد الذين يعانون من المرض يبقونه سرا! أو ينكرون حدوث أي شيء غريب مختلف في تصرفاتهم، أو حتى يتجنبون الأشخاص أو المواقف التي قد يتم اكتشاف أعراضهم فيها; والسبب أن ردود الفعل التي يتلقونها عند تعبيرهم عن أفكارهم نتيجة الهلوسة والأوهام يكون فيها عدم تصديق أو سخرية.
فالشخص المصاب بالمرض يشعر بأنه يساء فهمه ويتم رفضه، ويتوقف عن مشاركة أفكاره نتيجة لذلك. عندما تصبح أعراض الفصام ملحوظة، فإن من المحتمل أن يعاني الشخص المريض من إحساس بالذعر والخوف. من الواضح أنه كلما تم التعرف على الأعراض مبكرًا و إذا تم تشخيص المريض عند بداية ضهور الأعراض، كلما زادت إستفادة المريض من العلاج الطبي. بمجرد أن تبدأ بمواجهة الخوف والفوضى الداخلية الناتجة عن المرض، فأنت في بداية طريقك إلى الشفاء.
اكثر علامات انفصام الشخصية شيوعا:
- الانسحاب من المواقف الاجتماعية والعزلة
- والشعور بالريبة تجاه الآخرين وتدهور العلاقات الإجتماعية
- تدهور النظافة الشخصية
- غياب الوضوح في تعابير الوجه، أو عدم أضهار تعابير
- عدم القدرة على التعبير عن الفرح عدم القدرة على البكاء، أو البكاء المفرط، ضحك غير لائق في مواقف جدية
- الإرهاق الشديد والنعاس، أو عدم القدرة على النوم في الليل (أرق)
- الاكتئاب (شديد ومتواصل)
- اللامبالاة، حتى في المواقف بالغة الأهمية
- الانقطاع عن الأنشطة (والحياة بشكل عام)
- انخفاض في الأداء الأكاديمي أو الرياضي
- عدائية غير مبررة
- فرط النشاط أو الخمول أو التناوب بين الاثنين
- الهلوسة (مثل سماع اصوات ناس غير موجودين)
- الأوهام (معتقدات خاطئة، تستند في الغالب إلى الهلوسة)
- عدم القدرة على التفكير والتحدث بوضوح يتصرف بشكل غير عادي
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء
- عدم القدرة على الشعور بالعواطف بشكل طبيعي
- فقدان الاهتمام بالآخرين
- عدم القدرة علئ التركيز.
ما هو علاج انفصام الشخصية
عادةً ما تتطلب النوبات الحادة، خاصةً النوبات الأولى، إبقاء المريض في المستشفى لبضعة أسابيع لأغراض التقييم والاستقرار، يمكن لاحقا بعد إستقرار حالة المريض تقديم العلاج خارج المشفى من قبل طبيب خاص.
العلاج في المرحلة المستقرة
في التخطيط للعلاج المستمر لشخص مصاب بالفصام، يكون كذلك من الضروري أن يكون لدينا استراتيجية تدمج كلاً من الأدوية والعلاجات النفسية. نوع العلاج يعتمد على حالة المريض نفسه ونوعها.
أهمية الأدوية في علاج انفصام الشخصية
الدواء هو حجر الأساس في علاج مرض انفصام الشخصية. في الغالب حتى في حالة زوال الأعراض، يستمر الامريض بأخذ الأدوية الئ أجل غير مسمى; لأن إمكانية عودة الأعراض تبقى دائما ممكنة وإن زالت الأعراض بشكل كامل.
أساطير عن العنف و”الشخصية المنقسمة”
هل مريض الانفصام قاتل مجنون؟
هناك أسطورة شائعة حول المرض تصور المريض على انه شخص مجنون.. الحقيقة هي أن الأشخاص المضطربين عقليًا وعاطفيًا بشكل خطير عادة ما يكونون قلقين وخائفين من لآخرين. وفي حالات معينة قد يصبح الأشخاص المصابون بأمراض عقلية عنيفين وعدوانيين وكأنهم يتصرفون نتيجة وهم أو هلوسة. الخبر السار هو أنه عندما يتم علاجهم بشكل صحيح وسريع سيختفي هذا العدوان والعنف. تكمن الخطورة في الحالات المهملة التي لايتم علاجها رغم وضوح الأعراض.
هل ان لمريض انفصام الشخصية شخصيتان؟
المفهوم الخاطئ الثاني الشائع عن الفصام يأتي من فكرة أنه، من إسمه، يعني وجود شخصية منقسمة.. إن الفصام ليس انقسامًا في الشخصية إلى أجزاء متعددة، معظم المصابين بالفصام المزمن هم في الواقع مضطربون جداً لتحمل حياة بشخصية مزدوجة. الشخصيات المنقسمة نادرة وهي شكل من أشكال الهستيريا وليس الفصام. وبذلك فإن الفكرة أن الفصام يساوي انقسام الشخصية هي مغالطة منتشرة.
أمراض مشابهة لانفصام الشخصية
للوصول إلى تشخيص مرض انفصام الشخصية، هناك أسباب أخرى محتملة لضهور الأعراض مثل مثل تعاطي المخدرات والصرع وأورام المخ ومشاكل الغدة الدرقية أو مشاكل في الأيض، واضطرابات أخرئ مثل نقص السكر في الدم، وكذلك الأمراض التي لها أعراض تشبه الفصام، يجب استبعادها. فمثلا يجب تمييز المرض بوضوح عن إضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي). يظهر بعض المرضى أعراضا للمرضين (إنفصام الشخصية وإضطراب ثنائي القطب). هذه الحالة تسمى بالاضطراب الفصامي العاطفي (schizoaffective disorder).
هل يمكن شفاء انفصام الشخصية
إذا حصل المصابون بالفصام على العلاج والدعم الذي يحتاجون إليه سيكون من الممكن السيطرة على أعراضه. كثير من المرضى يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية مع العلاج وإن استمر ظهور الأعراض أو الانتكاسات من وقت إلى آخر.. بينما لا يوجد علاج نهائي حاليًا لمرض انفصام الشخصية، يمكن السيطرة على المرض بشكل فعال مع الأدوية والعلاج النفسي.
مدى فعالية العلاج يعتمد أيضا على الدعم الذي يحصلون عليه للتعافي و البقاء بحالة مستقرة، حيث يصبح خطر عدم القدرة على العمل أو العيش بشكل مستقر أعلى عندما يبقى الفصام دون علاج لفترة طويلة وفي حالة عدم وجود دعم من الاخرين. يتعافى حوالي شخص واحد من كل سبعة مصابين بالفصام بشكل كامل تقريبًا. بعض الاشخاص تبقى لديهم نوبة واحدة فقط بين الحين والاخر ويبقى مستقراً لفترة طويلة بعدها.
كيف تدعم مريض انفصام الشخصية
يفيد وجود أفراد العائلة والأصدقاء الذين يمكن للمريض اللجوء إليهم إلى تحسين حالته، ومنع العزلة ومساعدته على الانخراط بشكل اسرع في عملية التعافي.
فيما يلي بعض الطرق لتقديم الدعم لمريض الإنفصام:
- تواصل بصراحة وفي احيان كثيرة مع المريض بخصوص حالته وشعوره
- ساعده في تكوين نظرة إيجابية عن المستقبل
- تأكد من أنه يشعر بكونه محبوبا ومدعوما ومحترما
- احضر معه المواعيد العلاجية
- ساعد في ضمان تناوله للأدوية على النحو الموصوف وفي وقتها.
ملخص
- الفصام هو مرض عقلي يصيب الدماغ
- الأشخاص المصابون بمرض انفصام الشخصية لديهم مشاكل خطيرة في التفكير بوضوح والسيطرة على العواطف، والتمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي
- يمكن أن يكون من الصعب عليهم أن يختلطوا بالاخرين ويصعب تسيير الحياة اليومية بشكل طبيعي
- سبب مرض انفصام الشخصية غير معروف حتى الآن بشكل دقيق
- أفضل طريقة لتشخيص مرض الفصام هي بواسطة طبيب نفسي (Psychiatrist) – طبيب خاص
- بالعلاج المناسب يمكن للمريض إستعادة قدرته على التفكير بوضوح والتصرف بشكل طبيعي
- عادةً ما يجمع بروتوكول العلاج بين العلاج بالأدوية والتدريب النفسي
- علاج الفصام يكون تقريبًا دائمًا طويل الأمد
- تكون فرصة الشفاء أكبر عندما يكون المريض وعائلته متعاونين مع الطبيب وباقي افراد فريق العلاج.